الكاتبة | عفاف بن محفوظ
عندما تـُستعمر الدول ينفجر معها براكين من الغضبِ
فتُنشر شظايا غضبها وسُخطها من ذلك المُستعمر
من خلال الورقة والقلم أو الجدران المتهالكةِ, لنشر رسائلهم مُمتعضين ساخطين من مُعاملةِ المُحتل لهم , لديهم رسالةِ واضحة لِتصل عبر العالم غير مُبالين بالعواقب الناتجة عنها لا يريدوا التصفيق والاستحسان
ليس لديهم إلا هدفِ مُعين واحد بأن فلسطين حُرة ولن تُخضع للإمبريالية ,فبدأت انطلاقة المُثقفين من رحم المعاناةِ, فأنجبت لنا فلسطين أقلاماً حُرة نيره مُشرقة تنبض بعبق من الكرامةِ والحريةِ ,تُكتب بحرقة من الاضطهاد
والاستبداد والفقر والجور الذي ذا قوةُ ,فمن عظماء المثقفين والأدباء ذلك الشاعر العظيم
محمود درويش انظروا معي إلى قصيدة سجل أنا عربي التي تُنقش
بذهبً وليس مُجرد حِبر سُكب لوعتهم, فعندما كان ذاهبِ ذات ليلةً
لتجديد بطاقة هويته فسُئل عن القومية التي ينتمي إليها فأجاب بأنةُ عربي
فبدأت من هُنا قصيدة سجل أنا عربي فكانت تسجل معاناة المواطن
فنحن الآن فقط يجب أن نفتخر و نقول نعم صدقت يا درويش “فسجل يا تاريخ نحن عرب” , وغيرها من القصائدِ الرائعةِ لهذا الشاعر الرائع.
ومن منا لا يعرف ناجي ألعلي ذلك الرسام الكاريكاتير المُشهور ,مُخترع شخصية حنظله الخيالية ذلك الفتى الذي لم يتجاوز العاشرة من عُمرةِ , لِيرسم الم صمت فلسطين فكانت بدايات ناجي مع قطعةِ من الفحمِ فكان يُعبر عن رسمهِ على تلك الجُدران ,ومن ثم كَبر ناجي وكبرت معه قضيةِ ِفلسطين
فبدا مشوارهِ بجريدة القبس في الكُويت,
فكان يرسم الظلمِ والقهرِ والذلٌ الذي يعيشهُ وطنهِ, فكان يرسم لِتصل رسالتهِ إلا كافة الشرائح من الناسِ ,
ولن أنسى غسان كنفاني الذي مات غدراً اغتيالاً مثلهِ مثل ناجي ألعلي ,ولما لا وهم يُعتبرون كوابيسِ للموساد الإسرائيلي,
فقد قال يوماً لام سعد : تصبحين على وطن ..
فقالت أم سعد : مفش حدا بنام .. بصحى بلاقي وطن بستناه
وغيرهم كثر لو تطرقت وتحدثُ عَنِهمِ فلن تُكفيني مُجلدات
ولن تٌكفيني عبارات ,فكل شخصاً مِنهم يُعتبر مدرسةِ,
فليس لدي إلا أن اُرفع قبعتي المتواضعةِ احتراماً وتقديراً
لهؤلاء العظماء,
اقرأو لهم لِتصل رسائلهِم
اقرأو لهم لِتسمعوا أنين آهاتِهم
اقرأو لهم لِتشعروا بألم وطنِهم
اقرأو لهم لِنشر كلماتِهم
اقرأو لهم ودعوا لهم. .